


إسرائيل وحزب الله: هذا ما يجب قوله
نوفمبر 26, 2024
A-
A+
عملية “طوفان الأقصى”، التي نفذتها حركة حماس، صعّدت التوترات على عدة جبهات بين جيش الدفاع الإسرائيلي ومحور المقاومة في الشرق الأوسط. ومن أبرز تداعياتها إعادة إشعال جمود عسكري دام 18 عاماً على الحدود الجنوبية للبنان. هجوم حزب الله في 8 أكتوبر، الذي أعاد فتح هذه الجبهة، وُصف بأنه أكبر خطأ استراتيجي ارتكبه “الحزب” منذ تأسيسه. في حين يعزو بعض المحللين الهجوم إلى أوامر مباشرة من إيران، يرى آخرون أن الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصرالله، والذي اغتالته إسرائيل خلال الحرب، عُرف باتخاذ قرارات مستقلة إلى حد ما. وعلى الرغم من الانتكاسات التي تعرض لها حزب الله، بما في ذلك الهجوم على مواقع استراتيجية واغتيال بعض قياداته، فإن الغزو الإسرائيلي يشكل التطور الأبرز في هذا الصراع المستمر، حيث يعيد للبنانيين ذكريات توغلات مشابهة في أعوام 1978، 1982، و2006.
ما الذي يفشل الإسرائيليون في فهمه
في هذا الصراع الحالي، يبدو أن جيش الدفاع الإسرائيلي حقق مكاسب إقليمية كافية لتبني موقف أكثر تشدداً في مفاوضات وقف إطلاق النار. يعتقد الإسرائيليون أن نجاحاتهم الاستراتيجية ضد حزب الله تمنحهم اليد العليا في هذه المفاوضات. ومع ذلك، فإنهم يتجاهلون جانباً مهماً من أيديولوجية حزب الله—وهي لا تستند فقط إلى الولاء لإيران، بل تمتد إلى هوية دينية وثقافية خاصة. هذه الأيديولوجية تستوجب التضحية من أجل الدفاع عن الأرض ومقاومة العدوان، حيث ترى في إسرائيل العدو الأول في سرديتها. وهذا ما جعل الإسرائيليين يواجهون مقاومة شديدة في بلدات عدة مثل مارون الراس، بنت جبيل، والخيام. هذه الاشتباكات لن تسفر فقط عن عشرات أو حتى مئات القتلى من الجانبين، لكنها تشكل أيضاً أساساً للمفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار بقيادة المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان، آموس هوكشتاين.
ما الذي يفشل اللبنانيون في فهمه
منذ عام 2020، ينظر المجتمع الدولي إلى لبنان على أنه دولة فاشلة تُدار من قبل ميليشيا تحت تأثير المرشد الإيراني آية الله خامنئي — الذي يعد خصماً بارزاً للغرب. ومنذ اندلاع الحرب الأهلية عام 1975، لم يدرك اللبنانيون أن الوحدة هي السبيل الوحيد للمضي قدماً لدولة صغيرة وهشة جيوسياسياً كلبنان. ورغم أن حزب الله حافظ على نفوذ جيوسياسي كبير في السنوات الأخيرة، فإن “الحزب” أصبح الآن في موقف ضعف شديد وتواجه منعطفاً حاسماً. لتجنب المزيد من الانقسامات بعد الحرب، يجب إطلاق حوار وطني يشمل جميع الأطراف. هذا هو الطريق الوحيد لتفادي الانقسام في اليوم التالي لانتهاء الحرب.
مفاوضات وقف إطلاق النار والسلام الدائم
تبدو احتمالية التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في تزايد، مع تعدد زيارات آموس هوكشتاين إلى المنطقة واستعداد الرئيس المنتخب دونالد ترامب لتولي منصبه. قد يقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف إطلاق النار بناءً على الإطار الزمني المقترح لمدة 60 يوماً ويُرسّخ الاتفاق خلال ولاية ترامب. وإذا كانت المفاوضات قد وصلت بالفعل إلى مراحلها النهائية، فمن المتوقع صدور إعلان رسمي في الأيام القادمة.
ومع ذلك، فإن وقف إطلاق النار الذي يقتصر على الالتزام بالاقتراح لمدة 60 يوماً دون تنفيذ حل طويل الأمد من المحتمل أن يفشل مرة أخرى. وبينما ستنتهي الحرب في نهاية المطاف، يبقى السؤال الأكثر إلحاحاً: متى سيعيش هذا البلد سلاماً دائماً؟