بعد أسبوع دامٍ: سيناريو قد يشهده لبنان

مع دخولنا اليوم الثاني من الحرب المباشرة بين إسرائيل وحزب الله، تبرز عدة اعتبارات رئيسية حول كيفية تطور هذا الصراع في الأيام أو الأسابيع المقبلة:

يعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل أمام فرصة حاسمة لتدمير قوة حزب الله، الذي كان يتحدى إسرائيل باستمرار منذ عام 1982. وتمكنت إسرائيل في الأسبوع الأخير على. إضعاف قيادة حزب الله بشكل كبير، بعدما تعرضت بنيته التحتية العسكرية لضربات قوية، مما يثير القلق بشأن قدرته على البقاء على المدى الطويل. ومع ذلك، ورغم هذه الانتكاسات، يظل حزب الله صلب، محتفظًا بقاعدته الشعبية الأساسية ومقاتليه ذوي الخبرة.

قد يكون نتنياهو يستلهم استراتيجية أرييل شارون في تفكيك منظمة التحرير الفلسطينية وإنشاء منطقة أمنية في جنوب لبنان. ومع اقتراب الانتخابات الأميركية بعد 44 يومًا فقط، وسعي نتنياهو لتحقيق أهدافه السياسية، يبدو أن الاجتياح البري الإسرائيلي إلى لبنان أصبح أكثر احتمالاً. قد تسعى إسرائيل إلى إنشاء منطقة عازلة أمنية بعمق 40 كم بين شمال إسرائيل ونهر الليطاني – وهي منطقة كانت تحت دوريات جيش لبنان الجنوبي (جيش لحد) في عهد الاحتلال السابق.

ورغم أن هذا السيناريو ممكن، إلا أن الظروف تختلف عن عام 1982. فحزب الله، الأقوى بكثير من منظمة التحرير الفلسطينية، لا يزال موجوداً ويحتفظ بترسانة من الصواريخ بعيدة المدى والصواريخ الدقيقة. هل ستسعى إسرائيل إلى حل دبلوماسي، أم أنها مستعدة لتحمل الأضرار في مدن مثل حيفا أو حتى تل أبيب من أجل إقامة المنطقة العازلة؟ الزمن كفيل بالإجابة.