


ماذا يحصل في الضفة الغربية؟
يناير 29, 2025
A-
A+
بعد انتهاء الاشتباكات المسلحة في غزة وجنوب لبنان، شنّ الجيش الإسرائيلي واحدة من أكبر عمليات التوغل العسكري في شمال الضفة الغربية، مستهدفًا بشكل رئيسي مخيم جنين للاجئين. العملية تضمنت غارات جوية مكثفة واقتحامات برية، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 13 فلسطينيًا وإصابة 40 آخرين. كما تسببت العملية في دمار واسع للبنية التحتية الحيوية، خاصة المستشفيات وشبكات المياه والطرق.
بالتوازي مع ذلك، كثفت السلطة الفلسطينية حملاتها الأمنية في جنين ومناطق أخرى، حيث نفّذت عمليات اعتقال استهدفت أعضاء في الفصائل المسلحة مثل حركة حماس والجهاد الإسلامي.
تشير هذه العملية إلى سعي إسرائيل لإعادة فرض سيطرتها في الضفة الغربية بعد أن حوّلت جزءًا كبيرًا من مواردها العسكرية لمواجهة حماس في غزة وحزب الله في لبنان. ومن خلال استهداف جنين، التي تعد رمزًا للمقاومة المسلحة منذ الانتفاضة الثانية، تسعى إسرائيل إلى تفكيك الشبكات المسلحة قبل أن تتمكن من إعادة تنظيم صفوفها بعد وقف إطلاق النار.
الهدف الأوسع لهذه العملية هو منع الضفة الغربية من أن تتحول إلى “جبهة ثالثة” إلى جانب غزة ولبنان، ما قد يؤدي إلى استنزاف قدرات الجيش الإسرائيلي بعد أكثر من عام من المواجهات مع حماس وحزب الله. كما أن هذا التوغل يتماشى مع التوجه الأيديولوجي للحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل، التي تسعى لتعزيز سيطرتها على الضفة الغربية. من خلال استهداف الحوكمة الفلسطينية وتدمير البنية التحتية في مناطق مثل جنين، تهيئ إسرائيل الظروف لتوسيع الاستيطان بوتيرة أسرع، وهو ما تعزز مؤخرًا عبر المصادقة على إنشاء بؤر استيطانية جديدة. هذه السياسات تزيد من تقويض فرص حل الدولتين، مما يعمّق حالة الإحباط لدى الفلسطينيين ويدفع نحو مزيد من المقاومة المسلحة.