


هل تمكنت إسرائيل من القضاء على حماس؟
فبراير 10, 2025
A-
A+
عقب هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الثاني ٢٠٢٣، شنت إسرائيل حملة انتقامية ضد حركة حماس ما أدى إلى مقتل أكثر من 50,000 شخص وتحويل غزة إلى أنقاض. ورغم مرور 15 شهرًا من الحرب الشرسة، لم تتمكن إسرائيل من القضاء على الفصيل المدعوم من إيران؛ إذ لا تزال حماس تمثل عامل زعزعة للاستقرار في المنطقة.
يمكن تفسير بقاء حماس من خلال قدرتها على الصمود والتكيف في ظل الضغوطات العسكرية والسياسية الشديدة، بالإضافة إلى القيود الاستراتيجية الإسرائيلية وغياب بدائل سياسية فعالة في غزة. وعلى الرغم من إعلان إسرائيل القضاء على آلاف المقاتلين، بمن فيهم العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر يحيى السنوار، إلا أن حماس تمكنت من تجديد صفوفها عبر عمليات تجنيد سريعة يغذيها العنف المستمر والاستياء الفلسطيني الواسع.

القصف المكثف أدى إلى نزوح أكثر من 1.7 مليون فلسطيني وتدمير البنية التحتية الحيوية، وهو ما خلق بيئة تساعد حماس على البقاء. ووفقًا للمحللة في مجموعة الأزمات الدولية تهاني مصطفى، فإن حماس تستفيد من اليأس الذي يعيشه الفلسطينيون عبر توفير احتياجات أساسية تضمن بقاءهم.
كما حافظت حماس على قوتها الرمزية؛ إذ ظهر مقاتلوها علنًا خلال عمليات الإفراج عن الرهائن في أوائل عام 2025. وفي الوقت ذاته، روجت قيادتها السياسية للهدنة باعتبارها انتصارًا استراتيجياً أجبر إسرائيل على سحب قواتها والإفراج عن الأسرى. عسكريًا، واجهت إسرائيل تحديات كبرى؛ فقد أدت طبيعة القتال في المناطق الحضرية المكتظة إلى تقليل فاعلية الضربات الجوية، بينما سمح لها شبكة الأنفاق الواسعة التي حفرتها حماس بمواصلة القتال بعيدًا عن أعين القوات الإسرائيلية، وهو ما عزز تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأن الحملة العسكرية وحدها لن تكون كافية للقضاء على الحركة.
داخليًا، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطًا من أعضاء اليمين المتطرف في ائتلافه الحاكم، الذين يرفضون أي اتفاق يسمح لحماس بالبقاء. وفي المشهد الذي قد يلي الحرب، فإن رفض إسرائيل تمكين كل من حماس أو السلطة الفلسطينية من الحكم ترك غزة في حالة فراغ سياسي، وهو الوضع الذي تبدو حماس قادرة على استغلاله لصالحها.