“قسد” تتقرّب من إسرائيل وتركيا تلوح بحربٍ ضدّها
أغسطس 16, 2025
A-
A+
في تطوّر جديد يعكس حساسية المشهد الإقليمي، وجّهت تركيا تحذيرات مباشرة لـ”قسد” من أي محاولة للانخراط في مشاريع إسرائيلية في شمال شرق سوريا. الرسالة التركية كانت واضحة: أنقرة لن تسمح بتحويل حدودها الجنوبية إلى منصة تهدد أمنها القومي.
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان شدّد في تصريح بارز على أن “تركيا ليست غافلة عمّا يجري في المنطقة، وتدرك تمامًا خطورة هذا المشروع”، في إشارة إلى تقارير تحدّثت عن محاولات تل أبيب بناء حضور استخباراتي وسياسي عبر التعاون مع “قسد”.
التحذيرات التركية لم تقتصر على الجانب السياسي، بل ترافقت مع تلميح صريح باستخدام القوة. فقد قال فيدان: “إذا اختارت بعض الجهات أن تكون أداة لإسرائيل، فإنها ستتحمّل النتائج”، ما يعكس إصرار أنقرة على قطع الطريق أمام أي اصطفاف جديد يهدّد أمنها القومي.
وتأتي هذه الرسائل في توقيت حساس، إذ أعطت تركيا ما يشبه المهلة الزمنية لقسد لمراجعة خياراتها، قبل نهاية العامّ، قبل أن “تتخذ أنقرة الإجراءات المناسبة”. هذه اللغة تذكّر بآلية التحذير،ثمّ التصعيد التي اعتمدتها تركيا سابقًا في عملياتها العسكرية شمال سوريا، من “درع الفرات” إلى “نبع السلام”.
تركيا، التي ترى نفسها لاعبًا محوريًا في معادلة الشرق الأوسط، تعتبر أن المشروع الإسرائيلي – الكردي يشكّل تهديدًا مزدوجًا، أولًا لأنه يعمّق الانقسام السوري ويعرقل مسار الحل السياسي، وثانيًا لأنه يضعف موقع أنقرة في التوازنات الإقليمية.
التحذير الأخير يحمل رسائل متعددة: إلى قسد نفسها، إلى القوى الغربية التي تدعمها، وإلى إسرائيل التي تسعى لترسيخ حضورها في مناطق حساسة. لكن الرسالة الأوضح تبقى أن أنقرة تضع خطوطًا حمراء، وهي مستعدة لاستخدام كل الأدوات الدبلوماسية والعسكرية لضمان عدم تجاوزها.