المعارضة السورية تعلن السيطرة على ريف حلب… لماذا الآن؟

نوفمبر 29, 2024

A-

A+

شهدت سوريا تطوراً مفاجئاً في اليومين الماضيين، بعد أن شنت “هيئة تحرير الشام” وفصائل حليفة لها الأربعاء، هجوماً واسعاً على مواقع لقوات الجيش شمال غرب البلاد.

وقطعت الهيئة الطريق الدولي الذي يصل العاصمة دمشق بحلب، كبرى مدن شمال سوريا، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس.

وقتل أكثر من 200 جندي من الجيش السوري ومقاتلاً من “هيئة تحرير الشام” وفصائل المعارضة الأخرى، في الاشتباكات، بحسب المرصد.

وأوضح المرصد أن المعارك أسفرت عن مقتل 182 من فصائل المعارضة هم “102 من هيئة تحرير الشام و19 من فصائل المعارضة الأخرى”، إضافة الى 61 من الجيش السوري وفصائل حليفة له.

“ردع العدوان”

قال الناطق باسم “إدارة العمليات العسكرية لمعركة ردع العدوان” حسن عبد الغني، إن الهدف من العملية توجيه “ضربة استباقية للحشود العسكرية لقوات النظام والمليشيات الموالية لها، والتي تهدد المناطق المحررة”، بحسب تعبيره.

وقيل إن الهجوم، الذي أطلق عليه اسم “ردع العدوان”، يدار من قبل غرفة عمليات مشتركة تسمى “إدارة العمليات العسكرية”، ولم يُعرف ممن تتكون ولكن يبدو أنها مرتبطة بتنظيم الفتح المبين التابع لهيئة تحرير الشام. وقيل إن مقاتلي هيئة تحرير الشام وشريكتها أحرار الشام يشاركون في الهجوم.

لماذا الآن؟

يقول محللون غربيون مطلعون على الملف السوري إن “العملية الأخيرة هي أكبر عملية وأكثرها تعقيداً في السنوات القليلة الماضية، ويمكن مقارنتها بالعملية التي قامت بها فصائل المعارضة المسلحة عام 2015 عندما استولت على إدلب”.

ويتابع المحللون، “نحن نشاهد مقاطع فيديو من التدريبات العسكرية لهذه المجموعات بانتظام، ويمكنني القول إن عددهم كبير، بالمئات، ويمكن القول إنهم يعملون أيضاً بطريقة يمكن مقارنتها مع تلك التي يتبعها حزب الله في لبنان على سبيل المثال، أي أن بعض مقاتليهم لديهم أعمال عادية خلال اليوم، ويلتحقون بصفوف المقاتلين في حال تم استدعاؤهم لذلك”.

وعن أسباب توقيت الهجوم، يقول المحللون، إن أسبابه قد تكون متعددة، منها من خلال النظر إلى العلاقات الديبلوماسية بين سوريا وتركيا التي كانت تتحسن خلال الأشهر الأخيرة، قد يكون هناك نوع من اتفاق بين البلدين بأن تسمح تركيا للحكومة السورية باستعادة السيطرة على مناطق المعارضة المسلحة شمال سوريا”.

ويشيرون إلى أنه “يمكن أن تكون هيئة تحرير الشام قد استنتجت ذلك، وتريد استباق حصول الهجوم عليها عبر القيام بهجوم استباقي”.

وهناك سبب ثانٍ، يمكن أيضاً النظر في أن “القوى الكبرى الداعمة للرئيس السوري في الحرب وهي كل من روسيا وإيران، منشغلة في مشاكل أخرى، هي الحرب الأوكرانية والوضع في لبنان، وحزب الله اللبناني غير قادر على مساندة الأسد في حربه الحالية كما فعل سابقاً، يمكن أن تكون هيئة تحرير الشام قد شعرت بنوع من الضعف لدى القوات الحكومية ووجدت في ذلك فرصة لأن تضرب القوات السورية في وقت هي ليست على أولويات روسيا وإيران”.