


صفعة رباعية لنظام الأسد
ديسمبر 6, 2024
A-
A+
منذ اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، غرقت سوريا في اضطرابات مستمرة، ويبدو أن تداعيات الصراع في لبنان امتدت إلى الأراضي السورية. الهجوم الجاري بقيادة هيئة تحرير الشام أسفر عن السيطرة على أكثر من 12,000 كيلومتر مربع من مساحة سوريا، في أقل من أسبوع، مع استمرار الفصائل المعارضة في التقدم نحو حمص.
وحتى كتابة هذه السطور، قد سقطت محافظتان استراتيجيتان، حلب وحماة، في أيدي الفصائل، مما جعل حمص الهدف التالي الحاسم. وتعد حمص مدينة محورية تربط دمشق بطرطوس، وسقوطها سيكون له عواقب وخيمة على قبضة نظام الأسد على السلطة، وربما نهاية القبضة الأسدية على الجمهورية السورية العربية. لماذا حدث هذا الآن، ولماذا بهذه الطريقة؟
رغم أن هذا الهجوم قد فاجأ الكثيرين، إلا أنه كان متوقعاً من قبل معظم المحللين الجيوسياسيين المتابعين للوضع في سوريا. كانت التحضيرات لهذا الهجوم جارية لمدة سبعة أشهر، وكان الهدف الأول، هو حلب بجدول زمني يمتد لعام كامل، لكنها سقطت في أقل من أسبوع. منذ ذلك الحين، زحفت الفصائل المعارضة نحو مدينة استراتيجية أخرى وتمكنوا من تحرير حماة من قبضة نظام الأسد. ومع النظر إلى الوراء، يتضح أن هذا الهجوم لم يكن مفاجئاً كما اعتقد البعض، ويمكننا الآن فهم الأسباب الكامنة وراءه بشكل أفضل.
يشير العديد من المحللين إلى أن الهجوم الأخير يحمل بصمات أربعة أطراف رئيسية: تركيا، وروسيا، والولايات المتحدة، وإسرائيل. في حين أن روسيا تدعم الأسد إلى حد ما، إلا أنها أصبحت أكثر حذراً من تنامي النفوذ الإيراني في سوريا، وهو ما دفع البلاد إلى التوغل أكثر في محور المقاومة المتعثر. ومع اقتراب هزيمة حزب الله في لبنان، رأى المتمردون السوريون، المدعومون سياسياً من تركيا، في هذه اللحظة فرصة ذهبية لشن هجوم حاسم ضد النظام.
مع احتمال سقوط حمص، يبدو نظام الأسد أضعف من أي وقت مضى، حتى بالمقارنة مع الفترة التي كان فيها الفصائل المعارضة تسيطر على 93% من البلاد. ويبدو أن اللاعبين الجيوسياسيين الرئيسيين يسعون لتقليص أو إنهاء النفوذ الإيراني في كل من لبنان وسوريا.
وهذا يثير سؤالاً حاسماً: إذا نجحت الفصائل المعارضة في الإطاحة بالنظام السوري، هل ستشن إسرائيل هجوماً من مرتفعات الجولان للتوغل أعمق في الأراضي السورية بهدف إنشاء منطقة عازلة ضد من تسميهم “متمردي القاعدة”؟