تساهل الجولاني مع الأكراد يقوّض طموحات أردوغان: ماذا عن الدروز؟

يناير 5, 2025

A-

A+

في الأيام الأخيرة، انتقدت الصحف الموالية للحكومة في تركيا إدارة أحمد الشرع للحكومة السورية الانتقالية الجديدة. تجاوزت انتقاداتهم علاقة النظام المتوترة مع الأكراد لتستهدف الأشخاص الذين عينهم الشرع في المناصب الحكومية الرئيسية. على سبيل المثال، تعيين وزير عدل متورط في حادث مقلق يتعلق بتطبيق الشريعة الإسلامية، مما أدى إلى إعدام علني لامرأة متهمة بالزنا.

على الرغم من أن نهج أحمد الشرع كان براغماتياً إلى حد كبير، فإن تصرفات الوزراء البارزين الساعين إلى تحقيق حلم إقامة حكم الشريعة في سوريا من المحتمل أن تشكّل تحديات كبيرة للحكومة الانتقالية. لا تركيا ولا قطر ولا الدول العربية بقيادة السعودية ستتسامح مع قيام نظام سلفي في سوريا.

علاوة على ذلك، أوضحت القوى الغربية، بقيادة فرنسا وألمانيا، أنها لن تقبل بأي شكل من أشكال الحكم الإسلامي المتشدد في سوريا. لا يزال المناخ الجيوسياسي في الشرق الأوسط مليئًا بالتوتر بينما تكافح سوريا للتغلب على عدم استقرارها المستمر.

ليس سرًا أن أحمد الشرع يحظى بدعم كبير من الحزب الحاكم في تركيا، وأن أي تغيير حقيقي في سوريا سيكون مدفوعًا على الأرجح من قبل الحكومة التركية وأجهزتها الاستخباراتية. ومع ذلك، فإن محاولة تركيا للهيمنة الأحادية على الانتقال السوري قد تعرض علاقاتها مع الدول العربية للخطر، وهو أمر لا يستطيع الرئيس أردوغان تحمله بسبب الضغوط الاقتصادية المحلية.

لتجنب تحول سوريا إلى “سيناريو ليبيا”، يجب أن يكون هناك توافق بين الدول العربية وتركيا حول هيكل ومستقبل سوريا ما بعد الصراع. مثل هذا الاتفاق يمكن أن يضع الأساس للاستقرار طويل الأمد ويوفر لتركيا الفرصة للقضاء بشكل حاسم على الطموحات الكردية مرة واحدة وإلى الأبد.

القضية الكردية

تظل القضية الكردية في سوريا تحديًا ملحًا. تبرز الاشتباكات المستمرة بين الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة كصراع أوسع على السلطة بين تركيا والولايات المتحدة في شمال شرق سوريا. على الرغم من الطموحات الكردية لإقامة دولة مستقلة، فإن واشنطن تواصل تفضيل الحكم الذاتي للكرد ضمن حدود الدول القائمة. من ناحية أخرى، تعارض تركيا بشدة أي شكل من أشكال الحكم الذاتي الكردي، معتبرة إياه مقدمة لدولة مستقلة، وهو ما تعتبره أنقرة تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.

قضية الدروز

لم تلقَ صعود أحمد الشرع إلى السلطة في سوريا قبولًا جيدًا من قبل الطائفة الدرزية في جنوب سوريا. لا يزال الدروز يعارضون بشدة نشر أعضاء من هيئة تحرير الشام في مناطق مثل السويداء. على الرغم من روابطهم التاريخية بالمنطقة، يحافظ الدروز على علاقات قوية مع كل من الولايات المتحدة وإسرائيل. ووفقًا لعدة تقارير، تم تقديم ضمانات دولية تشير إلى أنه إذا دخلت قوات هيئة تحرير الشام المناطق الدرزية، فإن الجيش الإسرائيلي سيرد عسكريًا ضد القوات السورية الجديدة.